لوط عليه السلام.. النبي الذي واجه الفساد والانحراف الأخلاقي

لوط عليه السلام، نبي الله الذي أُرسل إلى أهل سدوم في غور زغر بالأردن، ليواجه قومًا بلغوا من الفجور مبلغًا عظيمًا، فابتدعوا منكرات لم يسبقهم إليها أحد، أبرزها ممارسة الفاحشة مع الرجال بدلًا من النساء، إلى جانب قطع السبيل وارتكاب المعاصي علنًا دون حياء أو وازع.
دعاهم لوط عليه السلام إلى عبادة الله وترك الفواحش، لكنه قوبل بالرفض والسخرية، بل أعلنوا رغبتهم في طرده من قريتهم، متهمينه بأنه من المتطهرين. ورغم صبره الطويل على أذاهم، إلا أنهم أصرّوا على فسادهم، فدعا عليهم، فاستجاب الله دعاءه وأرسل ملائكته بالعذاب، وهم أنفسهم الذين زفّوا البشرى لإبراهيم عليه السلام بولادة إسحاق.
جاءت الملائكة إلى بيت لوط في صورة رجال جميلين، فخشي عليهم من قومه، خاصة بعدما أفشت زوجته أمرهم، إذ كانت تخون رسالته وتنحاز إلى أهل الفساد. تجمع القوم خارج منزله يريدون الاعتداء على ضيوفه، فطمأنته الملائكة وأمرته بالخروج ليلًا مع أهله، محذرين من الالتفات إلى الوراء، لكن زوجته خالفت الأمر، فأصابها العذاب مع قومها.
كان عقاب الله على قوم لوط شديدًا، إذ قُلبت قريتهم عاليها سافلها، وأُمطروا بحجارة من سجيل، ليكونوا عبرةً لمن بعدهم.
أما لوط عليه السلام، فنجّاه الله ومن آمن معه، وعاش حتى بلغ الثمانين من عمره، تاركًا قصة مليئة بالدروس حول عاقبة الفساد الأخلاقي، والصبر في سبيل الدعوة إلى الله.