بوصلة الاحداث

تصاعد التوتر في البحر الأحمر يهدد امن التجارة العالمية

واشنطن تكثف ضرباتها والحوثيون يتوعدون بالتصعيد

(نقلاً عن رويترز) قال وزير الدفاع الأمريكي إن الولايات المتحدة ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن حتى ينهوا هجماتهم على السفن، وذلك بعد يوم من ضربات جوية أمريكية وصفت بأنها الأكبر في المنطقة منذ سنوات، وأسفرت عن مقتل 53 شخصاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.

وأكد مسؤول أمريكي أن العمليات العسكرية قد تستمر لأسابيع، بينما أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” وسفنها الحربية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، غير أن البنتاغون نفى ذلك، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية أسقطت 11 طائرة مسيرة حوثية لم تقترب من الحاملة، كما رصدت صاروخاً سقط في البحر دون أن يشكل تهديداً.

و قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إن جماعته ستواصل استهداف السفن الأمريكية طالما استمرت الهجمات على اليمن، مضيفاً: “إذا استمروا في عدوانهم، فسنواصل التصعيد” ومن جانبه وصف المكتب السياسي للحوثيين الضربات الأمريكية بأنها “جريمة حرب”، بينما حثت موسكو واشنطن على وقف عملياتها العسكرية.

وفي ظل التصعيد المتزايد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “أقصى درجات ضبط النفس” ووقف جميع الأنشطة العسكرية، محذراً من أن استمرار المواجهات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن والمنطقة.

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الحوثيين أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية ما لم تُرفع قيود المساعدات عن غزة، وكانت الجماعة قد شنت عشرات الهجمات على السفن منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، مؤكدة أنها تتحرك “تضامناً مع الفلسطينيين”.

وفي صنعاء، قال سكان إن الغارات الأمريكية استهدفت حياً يضم قيادات حوثية، مشيرين إلى أن الانفجارات كانت عنيفة وأثارت الذعر بين المدنيين، وأظهرت مشاهد من رويترز عمليات إنقاذ وانتشال جثث، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، وفي مدينة تعز، استهدفت الضربات مواقع عسكرية حوثية، بينما أدت غارة على محطة كهرباء في ضحيان إلى انقطاع التيار الكهربائي، وفقاً لقناة المسيرة التابعة للجماعة.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الحملة ستستمر حتى توقف الجماعة هجماتها على الملاحة الدولية، مضيفاً: “يتعلق الأمر بحماية الممرات المائية الحيوية وحرية الملاحة”. في المقابل، حذر القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن بلاده سترد بشكل “حاسم ومدمر” إذا تعرضت للتهديد.

ومع استمرار تبادل التهديدات، يبقى البحر الأحمر مسرحاً لصراع متصاعد بين واشنطن والحوثيين، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويهدد أمن التجارة العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى