صالح عليه السلام وقوم ثمود.. مأساة الجحود وعاقبة التمرد

بعث الله نبيه صالحًا عليه السلام إلى قبيلة ثمود، وهي إحدى قبائل العرب التي استوطنت منطقة “الحِجر”، الواقعة حاليًا بين شمال المملكة العربية السعودية وشرق الأردن. كان صالح عليه السلام واحدًا من قومه، فخاطبهم بلغتهم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده، ونبذ عبادة الأصنام.
تمتع قوم ثمود بنعم عظيمة، فقد أنعم الله عليهم بالعمران والرخاء، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتًا حصينة، لكنهم قابلوا هذه النعم بالجحود والعصيان. طلبوا من صالح عليه السلام أن يأتيهم بمعجزة تثبت نبوّته، فاستجاب الله لهم وأخرج لهم ناقة عظيمة، جعلها آية لهم، وأمرهم بعدم التعرض لها بسوء.
رغم التحذير الإلهي، لم يرتدع القوم، بل تمادوا في طغيانهم، وعقروا الناقة متحدّين أمر الله، فحلّ عليهم العقاب. أرسل الله عليهم الصيحة، فزلزلت الأرض من تحتهم، فأصبحوا في ديارهم جاثمين، بينما نجا صالح عليه السلام ومن آمن معه برحمة من الله.
تحمل هذه القصة دروسًا عظيمة عن عاقبة التكبر والعصيان، وعن أهمية الامتثال لأوامر الله، إذ تظل ثمود مثالًا خالدًا على مصير الأمم التي تجحد النعم وتكذب بالرسل.