بوصلة الاحداث

الصراع على فلسطين.. كيف فشلت مخططات التهجير رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية؟

علق اللواء دكتور محمد حسن الصول، المؤرخ والمحلل الاستراتيجي، على التصريحات المتوالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أنها ليست مجرد مواقف عشوائية، بل تأتي في سياق تحركات سابقة بدأت خلال لقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح الصول أنه خلال الولاية الأولى لترامب، اتخذ قرارات اعتُبرت تحقيقًا لأحلام إسرائيل، أبرزها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ودعوته الدول الأخرى إلى اتخاذ نفس الخطوة، وهو ما تم بالفعل، كما طرح ترامب حينها ما سُمي بـ”صفقة القرن”، التي تضمنت خطة لتهجير سكان غزة إلى سيناء وسكان الضفة الغربية إلى الأردن، مقابل تقديم دعم مالي وعسكري لمصر وسداد ديونها، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض العرض بشكل قاطع، واتفق مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على التصدي لهذه الخطة، التي كانت تهدف إلى إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها وإنهاء القضية الفلسطينية تمامًا.

وأضاف الصول أنه مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، طُرحت صفقة جديدة في توقيت حساس، حيث عقد لقاء مع نتنياهو، تم خلاله الحديث عن تهجير سكان غزة خلال 15 شهرًا، رغم التضحيات الكبيرة التي قدّمها الفلسطينيون للدفاع عن أرضهم، والتي بلغت 50 ألف شهيد و120 ألف مصاب، لكن المفاجأة الكبرى، بحسب الصول، كان الرفض الدولي الواضح لهذه المخططات، إذ أصدر الاتحاد الأوروبي بيانًا أكد فيه أن أي تهجير قسري يعد مخالفًا للقانون الدولي، كما أعلنت العديد من الدول رفضها القاطع لهذه الخطوة.

وأشار الصول إلى أن ترامب تراجع عن وصف التهجير بالقسري، مدعيًا أنه “مؤقت” لحين إعادة إعمار غزة، لكن المثير للجدل – وفقًا للمحلل الاستراتيجي – هو الحديث عن تسليم القطاع للولايات المتحدة، مع تولي إسرائيل مسؤولية الأمن، وهو ما وصفه بالعبث السياسي، كما اعتبر أن ادعاء ترامب ونتنياهو بأن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط، يتناقض تمامًا مع الحقائق على الأرض، حيث إن أي سلام لا يمكن أن يتحقق مع استمرار انتهاك حقوق الفلسطينيين.

وأكد الصول أن المقاومة الفلسطينية صمدت لمدة 15 شهرًا أمام آلة عسكرية ضخمة مدعومة من الولايات المتحدة والدول الغربية، مما أدى إلى أزمات داخل إسرائيل، شملت خلافات حكومية، تهديدات بالاستقالة، تراجع الاقتصاد، وارتفاع غير متوقع في أعداد القتلى والجرحى بصفوف الجيش الإسرائيلي، وصولًا إلى استقالة رئيس الأركان وعزل وزير الدفاع، دون أن يحقق نتنياهو أيًا من أهداف الحرب.

وفي ظل هذه التطورات، شدد الصول على أن الموقف العربي كان حاسمًا، حيث عقد قادة دول الخليج اجتماعًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانتهى ببيان قوي يرفض بشكل قاطع خطط التهجير القسري، كما شهدت العواصم العربية تحركات شعبية واسعة رفضًا لما وصفه بـ”الخزعبلات الأمريكية”، وخصّ بالذكر الموقف السعودي القوي، الذي أكد رفضه خروج أي فلسطيني من أرضه، معتبرًا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التحديات بين ما وصفه بـ”جنون ترامب” وأصحاب الحقوق العربية والإسلامية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى