صحة ودين

يونس والنهاية المعجزة.. من بطن الحوت إلى رحمة الله

يُعَدّ نبي الله يونس عليه السلام من الرسل الذين بعثهم الله لهداية أقوامهم، وقد وردت قصته في الكتب السماوية الثلاثة.

أرسله الله إلى أهل نينوى، في الموصل بالعراق، حيث كان الشرك منتشرًا، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد وترك الأصنام، لكنهم قابلوه بالرفض والعناد، ولم يؤمن منهم إلا رجلان.

بعد سنوات من الدعوة دون استجابة، غضب يونس وقرر مغادرة قومه دون إذن من الله، متوقعًا ألّا يُحاسَب على ذلك. غادر المدينة وأبحر مع قومٍ في سفينة، وحين عصفت بهم الرياح وهاج البحر، دبّ الرعب في قلوب الركاب، وأيقنوا أن بينهم مذنبًا هو سبب البلاء. أجروا قرعة لاختيار الشخص الذي يجب أن يُلقى في الماء تخفيفًا للحمولة، فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، فألقى بنفسه في البحر، فابتلعه حوت عظيم.

في بطن الحوت، وجد يونس نفسه في ظلمات البحر وظلمات الليل وظلمات جوف الحوت، لكنه لم يُصَب بأذى، بل ألهمه الله التسبيح والدعاء، فقال: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، فاستجاب الله له وأمر الحوت أن يقذفه على اليابسة، فخرج منه ضعيفًا منهكًا، فأنبت الله عليه شجرة يقطين تُظلّه وتُغذّيه حتى استعاد عافيته.

في هذه الأثناء، عاد قومه إلى رشدهم بعدما رأوا بوادر العذاب، فتابوا إلى الله جميعًا، فقبل الله توبتهم وعفا عنهم. وعاد يونس إليهم ليكمل رسالته، فكان قومه الوحيدين الذين آمنوا بعد معاينة العذاب، كما جاء في القرآن الكريم: “إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين”.

تظل قصة يونس عليه السلام شاهدًا على رحمة الله بعباده، وقوة الاستغفار والتوبة، ودليلًا على أن النجاة تأتي بالصبر واليقين والعودة الصادقة إلى الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى