نوح عليه السلام هو أحد أولي العزم من الرسل، بعثه الله إلى قومٍ طغوا في الأرض ونشروا الفساد، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، لكنهم كذبوه واتهموه بالضلال ، ورغم أنهم استهزأوا به وأعرضوا عن دعوته، ظل صابرًا يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة طيلة 950 عامًا، مستخدمًا كل الوسائل الممكنة، فكان يدعوهم ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، لكن قلوبهم ظلت غافلة عن الحق، كما جاء في قوله تعالى قَالَ{ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} (نوح: 5-6)
بعد أن رفض قومه الإيمان واستمروا في طغيانهم، أوحى الله إليه بأنه لن يؤمن من قومه إلا قليل، وأمره ببناء السفينة استعدادًا للطوفان العظيم.
بدأ نوح ببناء السفينة في أرضٍ جافة، مما زاد من سخرية قومه، حيث لم يتخيلوا أن العذاب يمكن أن يأتيهم على هيئة طوفان يغمر الأرض.
ولكن عندما جاء أمر الله، تفجرت الأرض بالمياه وانهمرت السماء بالأمطار الغزيرة، فامتلأت الأرض بالمياه، وأبحرت السفينة بمن آمن، بينما غرق الكفار جميعًا.
كان أصعب اختبار لنوح عليه السلام حين رأى ابنه بين الغارقين، فدعاه للركوب والنجاة، لكن الابن أصر على عناده وظن أن الجبال ستحميه، فجاءه الرد الإلهي بأن لا نجاة إلا لمن آمن.
وهكذا، انتهت القصة بمشهد مؤثر يعكس عدل الله، حيث لم تشفع القرابة لابن النبي، ليكون درسًا خالدًا بأن الإيمان والعمل الصالح هما المعيار الوحيد للنجاة.
تحمل قصة نوح عليه السلام العديد من العبر، أبرزها أن الإيمان يتطلب الصبر والثبات، وأن الاستهزاء والسخرية لن يغيرا من حقيقة الحق شيئًا.
كما تعلمنا أن النجاة ليست بالمكانة الاجتماعية أو النسب، بل بالإيمان والتمسك بالحق، وأن الله ينصر أولياءه ولو بعد حين.