مشروع الكوارتز: شريان جديد لدعم الاقتصاد المصري
من الإنجازات الصناعية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية هو إنجازًا صناعيًا كبيرًا لمجمع مصانع إنتاج الكوارتز في منطقة العين السخنة، وهو المشروع الأول من نوعه في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط. حيث يمتد المجمع على مساحة 66 فدانًا، ويُعد علامة فارقة في تعزيز استخدام خام الكوارتز لتحقيق مردود اقتصادي وتنموي، ويعتبر خام الكوارتز أحد أهم المواد المستخدمة في الصناعات التقنية الحديثة، وتُستخدم هذه المادة في صناعة الخلايا الضوئية التي تُعد أساسًا للتقنيات الخضراء، إنتاج ألواح الطاقة الشمسية التي تُساهم في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة، تصنيع الرقائق الإلكترونية الضرورية للصناعات التكنولوجية، وأيضا إنتاج ألواح الكوارتز متعددة الاستخدامات.
ويتميز المشروع بتكامله الإنتاجي، حيث شملت عملياته منجم الكوارتز في منطقة مروة السويقات بمرسى علم، الذي يضم احتياطيًا يقدر بـ 3.5 مليون طن من الخام، مصنع التكسير الأولي القريب من المنجم، مصنع التكسير الرئيسي في العين السخنة، والذي يُعد مركز العمليات، مصنعا الطحن بطاقة إنتاجية تصل إلى 140 ألف طن سنويًا، بالإضافة لمصنع إنتاج ألواح الكوارتز بطاقة إنتاجية تصل إلى 438 ألف متر مربع سنويًا.
وقد سعى المشروع لتحقيق عدة أهداف استراتيجية منها تعظيم القيمة المضافة لخام الكوارتز، تلبية احتياجات السوق المحلي من المواد الخام عالية الجودة، تصدير الفائض لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملات الأجنبية، كما ساهم في خلق 5200 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لدعم التوظيف.
كما اعتمد المشروع على أحدث التقنيات العالمية في الإنتاج، حيث تم ربط خطوط الإنتاج بـشبكة المعلومات الدولية وتنفيذ نظام ERP لإدارة العمليات بكفاءة، وقد حصل المشروع على شهادات الأيزو في الجودة، الصحة والسلامة المهنية، والبيئة، مما يعكس التزامه بأعلى المعايير الدولية.
حيث يمثل هذا المشروع نموذجًا للتكامل الصناعي الذي يسهم في تعزيز موقع مصر كقوة صناعية إقليمية ودولية، مع دعم الاستدامة والتنمية الاقتصادية.