لا تصدق كل ما تراه وتسمعه، كن واعيًا حتى لا يتلاعب بك الآخرون
كتبت / نهى عبد السلام
تلعب الاشاعات دورا بارزا وخطيرا في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت أداة حربية مؤثرة بشكل لا يستهان به، حيث شهدت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة حربًا من نوع مختلف، حرب لا تستخدم الأسلحة التقليدية ولا تظهر بشكل مباشر، إنها حرب خفية، يصعب تحديد مصدرها، وتعد واحدة من أصعب التحديات التي نواجها اليوم، وتتمثل هذه الحرب في انتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة، وقلب الحقائق فالإشاعات التي يتم ترويجها عبر اللجان الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، مثل التزييف العميق (Deepfake)، أصبحت تهديدًا كبيرًا للمجتمعات، هذه التقنيات تسمح بتصنيع محتوى زائف بشكل مقنع للغاية، مما يجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والكذب، كما ان الاستخدام الساخر لهذه الأدوات يمكن أن يؤدي إلى تشويه الحقائق، نشر الأكاذيب، والتلاعب بالعقول، ما يساهم في خلق بيئة من الفوضى والشكوك.
لقد أصبحت الدول تستخدم الإشاعات من خلال الدفع باللجان الاليكترونية لبث السموم والمعلومات المغلوطة وتشوية الحقائق لزعزعة الاستقرار بالدول وبث الكراهية والضغينة بين الشعوب وحكامهم، او بين الشعوب وبعضها، فقد وصلت قوة الإشاعات الى اسقاط دول بأكملها ونشر الفوضى، فقد أصبحت الإشاعات قوة خفية تشكل خطرا كبيرا على المجتمعات، كما يتم استخدام الإشاعات للتشهير بالآخرين، خصوصًا أولئك الذين قد تكون بينهم خصومات شخصية، بفضل التقدم التكنولوجي، بات كل فرد قادرًا على نشر أكاذيب ومعلومات مغلوطة تضر بسمعة الآخرين، في غياب التحقق من صحتها، تنتشر هذه الأكاذيب بسرعة البرق، وتصبح أكثر مصداقية عندما تحتوي على جزء من الحقيقة، مما يجعلها تنجح في خداع الكثيرين.
ورغم أن نشر الإشاعات هو سلوك سلبي، فإن الخطر الأكبر هو تصديق ما نسمعه أو نراه دون التحقق من صحته، نعيش في عصر تمتلئ فيه مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالمعلومات المغلوطة، واصبح من السهل الوقوع ضحايا لهذا النوع من الخداع، إن تصديق الشائعات والانجراف وراءها يساهم في نشر الفوضى ويجعلنا أداة في أيدي من يسعون لإلحاق الضرر بنا.
ان ديننا الحنيف حذرنا من الكذب والافتراء على الناس، فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: “إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ”، كما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقل كل ما نسمع، حيث قال: “كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع”
لذلك يجب علينا أن نتحلى بالحذر، وألا نصدق كل ما نقرأه أو نسمعه، يجب علينا التأكد من صحة الأخبار والمعلومات قبل أن نساهم في نشرها، حتى نحمي أنفسنا ونحمي المجتمع من مخاطر هذه الظاهرة، لنكن واعين لما يدور حولنا، فالإشاعات تعتمد أساسًا على الجهل، وكلما زادت معرفتنا ووعينا، كلما أصبحنا أقل عرضة لهذا النوع من الهجمات.