ذكر هذه الحكمة لا يعني عدم وجود غيرها، ولذا اهتم الأطباء في البحث عن حكم الصوم من الناحية الطبية، وما ذكروه في هذا هو:
أن الصيام عن الطعام والشراب يريح معدَّات الجسم، كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة والبنكرياس، فإراحة الكبد من قيامه بالعمليات اللازمة لهضم الغذاء يدعه يتفرغ لعملية تنقية الجهاز الدموي من المواد الضارة الناتجة عن عمل خلايا أجسامنا المتواصل، والصيام يعين على استهلاك المحزون من بعض الأغذية والدهون وسكر الجلوكوز التي في الجسد، مما يؤدي إلى نقص معتدل في الوزن أثناء شهر رمضان في حالة اتباع السنة في الإفطار، وعدم الإكثار من الطعام، كما أرشدنا إلى ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس” رواه ابن ماجه والترمذي.
والصائم يزيل من جسده المواد الضارة الموجودة في الجسم من خلال القولون والكليتين والمثانة والجلد والرئتين، والجيوب الأنفية، وبالتالي نلاحظ أثناء شهر رمضان زيادة إفرازات الجسم (خاصة المخاط) والتي تعمل على إزالة هذه المواد الضارة الناتجة عن تراكمات عمليات الخلايا الحيوية، كما أن للصيام تأثيراً على تقوية الجهاز المناعي من خلال زيادة أعداد خلايا الدم البيضاء المختلفة، وتكوين الأجسام المضادة، بالإضافة إلى تحسين المؤشر الوظيفي للخلايا الليمفاوية بمعدل عشرة أضعاف.