
حذر الدكتور محمد عبدالحليم فراج، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة واستشاري حساسية ومناعة الأطفال، من تجاهل ما يعرف بـالتربية الجنسية للأطفال، مؤكدا أنها ضرورة وليست رفاهية، وأن الالتزام بقواعدها يحصن الطفل نفسيا وسلوكيا ويحميه من أي اعتداءات محتملة.
وقال د. فراج، عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، أن التربية الجنسية تبدأ من اللحظات الأولى للطفل، مشيرا إلى أن هناك قواعد واضحة يجب أن تلتزم بها الأسرة، على رأسها أن تكون الأم وحدها مسؤولة عن تغيير الحفاض للرضيع، وأن يتم ذلك داخل غرفة مغلقة حتى في حال عدم وجود أحد.
كما أكد على ضرورة تعليم الطفل منذ سن مبكرة (عام ونصف) كيفية تنظيف نفسه، مع تقليل لمس الأم للمنطقة الحساسة، وضرورة أن تغلق الأبواب أثناء الاستحمام أو استخدام الحمام، سواء في مرحلة التدريب على استخدام “البوتي” أو بعدها. وأضاف أن الطفل يجب أن يتعلم أن منطقته الخاصة تمتد من السرة إلى الركبة، وهي منطقة لا يجب أن يراها أو يلمسها أحد، حتى الوالدين، إلا في حالات المرض وبوجودهم.
وأوضح د. فراج أن من الضروري تربيه الطفل على رد الفعل الحازم إذا حاول أي شخص لمسه بشكل غير لائق، بأن يقول “لا” بصوت عالٍ ويصرخ ويُبلغ أحد الكبار فورًا.
كما أشار إلى أهمية أن يكون هناك شخص واحد فقط مسؤول عن دخول الطفل للحمام أو تغيير ملابسه في الحضانة، مع التشديد على إدارة الحضانة بعدم السماح بمشاركة الأطفال للحمام أو تغيير الملابس أمام بعضهم.
وفي سياق متصل، رفض د. فراج تماما عادة تقبيل الأطفال من الفم، مشيرًا إلى أن القبلة يجب أن تكون على الخد أو الجبهة من المقربين فقط، مشددا على ضرورة عدم إجبار الطفل على تقبيل الآخرين لأي سبب، حتى وإن كان ضيفا.
وأكد علي أهمية الفصل بين الإخوة أثناء النوم أو الاستحمام، حتى لو كانوا من نفس الجنس، داعيًا إلى توفير سرير منفصل لكل طفل منذ الصغر، مع التأكيد على عدم مشاركة الغطاء في حال الاضطرار للنوم في نفس السرير.
واختتم د.فراج حديثه بالتنبيه على خطورة فرض الطاعة العمياء على الأطفال، مشيرا إلى أن القمع يولّد شخصية مكسورة وضعيفة، ويجعل الطفل عرضة للاستغلال، لأنه سيخشى الاعتراض أو الشكوى.
وأوضح أن التربية السليمة تبنى على منح الطفل الثقة والأمان، وتعليمه الدفاع عن جسده وحدوده، حتى يشعر بأنه كيان مستقل له حرية الرفض والاختيار.