بعث الله نبيه شعيبًا عليه السلام إلى أهل مدين بعد زمنٍ قصير من قوم لوط، كما جاء في قوله تعالى: “وما قوم لوط منكم ببعيد”. وقد وردت قصته في سور متعددة من القرآن الكريم، منها الأعراف، وهود، والأنبياء، والعنكبوت.
كان قوم مدين يعبدون الأيكة، وهي شجرة ملتفة الأغصان، واشتهروا بالغش في الموازين والمكاييل، فدعاهم شعيب إلى توحيد الله ونهاهم عن الفساد والظلم في التجارة، لكنهم رفضوا دعوته وأصروا على معاصيهم. ورغم تحذيراته، لم يؤمن به إلا قلة، فأنزل الله على الكافرين عذابًا مهلكًا، ونجّى المؤمنين.
تحمل قصة شعيب عليه السلام درسًا عظيمًا عن خطورة الفساد الاقتصادي وأهمية العدل في المعاملات، كما تؤكد أن الطغيان مصيره الهلاك، وأن النجاة تكون لأهل الإيمان والاستقامة.