كتب/ أحمد كدواني
تمثل الانتخابات البرلمانية إحدى الركائز الأساسية للحياة السياسية في مصر، فهي أداة أساسية لممارسة الشعب لحقه في اختيار من يمثله داخل المؤسسة التشريعية. وعلى الرغم من أن التجربة البرلمانية المصرية قطعت شوطًا مهمًا في التنظيم والإدارة، فإنها لا تزال تواجه مجموعة من التحديات التي تؤثر على فعاليتها.
تهدف هذه المقالة إلى تحليل أبرز الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بالانتخابات البرلمانية في مصر، مع طرح مجموعة من التوصيات والتوجيهات التي من شأنها تعزيز المشاركة الشعبية ورفع مستوى الوعي السياسي.
أولًا: الإيجابيات:
- إطار قانوني منظم: وجود قوانين وتشريعات تحدد آليات العملية الانتخابية وتضع ضوابطها.
- تعددية حزبية وائتلافات: رغم ضعف بعضها، إلا أن وجودها يتيح مساحات للتنوع السياسي.
- تمثيل مجتمعي متنوع: تخصيص مقاعد لفئات مثل المرأة والشباب وذوي الإعاقة، بما يعكس البعد الاجتماعي للتمثيل البرلماني.
- فرصة للتعبير الشعبي: الانتخابات تمنح المواطنين مساحة لإبداء الرأي والمشاركة في صناعة القرار.
ثانيًا: السلبيات:
- ضعف المشاركة الشعبية: بسبب فقدان الثقة أو الشعور بعدم جدوى التصويت.
- التأثيرات المالية والقبلية: المال السياسي والعصبيات العائلية قد يضعفان من معايير الاختيار الموضوعي.
- قيود إعلامية ودعائية: ميل بعض وسائل الإعلام نحو تيار بعينه مما يضعف التوازن.
- محدودية دور البرلمان بعد الانتخاب: ضعف الرقابة على السلطة التنفيذية يقلل من فاعلية البرلمان.
ثالثًا: التوجيهات الجماهيرية الإيجابية:
لضمان تطوير التجربة الانتخابية وتعزيز دور البرلمان كمؤسسة وطنية، هناك مجموعة من التوصيات الموجهة إلى المواطنين والناخبين، من أبرزها:
- المشاركة الفاعلة: الإقبال على صناديق الاقتراع يعزز شرعية البرلمان ويمنح صوت المواطن وزنه الحقيقي.
- الاختيار الواعي: ينبغي أن يستند التصويت إلى البرامج الانتخابية والكفاءة، لا إلى الاعتبارات الشخصية أو القبلية.
- محاربة المال السياسي: برفض الرشاوى الانتخابية، يساهم المواطن في رفع مستوى النزاهة.
- المتابعة والمساءلة: دور المواطن لا ينتهي بالتصويت، بل يستمر بمتابعة أداء النائب ومحاسبته عند التقصير.
- تعزيز الحوار المجتمعي: الانخراط في النقاشات الهادفة حول قضايا الوطن يعمق الوعي ويثري التجربة الديمقراطية.
إن الانتخابات البرلمانية في مصر، رغم ما تواجهه من تحديات، تظل خطوة مهمة نحو ترسيخ المشاركة الشعبية وتعزيز التمثيل المجتمعي. إن معالجة السلبيات لا تتعارض مع إبراز الإيجابيات، بل تكملها وتدفع بها إلى الأمام. وبوعي المواطن والتزامه، وبإرادة سياسية تسعى للتطوير المستمر، يمكن للانتخابات البرلمانية أن تتحول من مجرد استحقاق دستوري إلى فرصة حقيقية لإطلاق طاقات المجتمع، وبناء برلمان قادر على التعبير عن إرادة الشعب وخدمة الصالح العام.