صحة ودين

“زكريا عليه السلام.. نداء اليائس واستجابة السماء”

يُعد النبي زكريا عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل، ويرجع نسبه إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام. عاش في زمن كثرت فيه الفتن، وكان يخشى أن يضل قومه بعد وفاته، خاصة أن زوجته كانت عاقرًا ولم يُرزق بولد يرث نبوته ويواصل دعوته.

ومع تقدم سنه وضعف جسده، لم يفقد الأمل في رحمة الله، فرفع يديه بالدعاء: {رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين} (الأنبياء: 89).

استجاب الله لدعائه، وبشرته الملائكة بولادة غلام سماه الله “يحيى”، ليكون نبيًا صالحًا لم يُخلق له نظير في زمانه، فقال سبحانه: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميًا} (مريم: 7). ورغم يقينه بقدرة الله، تعجب زكريا من تحقق البشارة في هذا السن المتقدم، فجاءه الجواب الإلهي بأن أمر الله نافذ لا تحكمه السنن البشرية.

طلب زكريا آية تدل على تحقق البشارة، فجعل الله علامته أن يفقد القدرة على الكلام لثلاثة أيام إلا بالإشارة، ليكون ذلك دليلاً على صدق الوعد الإلهي. وبالفعل، تحقق الوعد ورُزق بيحيى، الذي نشأ نبيًا صالحًا مؤمنًا، ليكون امتدادًا للنور الإلهي في الأرض.

تحمل قصة زكريا عليه السلام رسالة عظيمة بأن الدعاء سلاح المؤمن، وأن اليأس لا مكان له في رحمة الله، الذي لا يعجزه شيء، فهو القادر على تحقيق المستحيل متى شاء.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى