رؤية علمية

دراسة تكشف كيف يمكن للأصباغ الميكروبية تغيير صناعة الأغذية

تواجه صناعة الأغذية تحديات كبيرة في تطوير ألوان جديدة للأطعمة، حيث يجب أن تكون هذه الملونات متوافقة مع النكهات الغذائية، تضمن السلامة، وتحافظ على القيمة الغذائية للمنتج دون التأثير على التكلفة. ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة الملحة لاستخدام ملونات طبيعية بدلاً من المركبات الاصطناعية، وهو ما يدفع إلى البحث عن حلول مبتكرة، حيث تسلط دراسة علمية الضوء على الأصباغ الميكروبية كبديل للألوان الاصطناعية في الطعام، من خلال الكائنات الحية الدقيقة التي تنتج ملونات طبيعية مفيدة، مثل الكاروتينات والأنثوسيانين، التي يمكن استخدامها بشكل واسع في صناعة الأغذية، وتعتبرالملونات الميكروبية التي تُنتجها الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات مثل الأنثوسيانين وهو لون أرجواني ينتج من بعض الفطريات، ويُستخدم لتلوين العصائر والمربى والحلوى، الكاروتينات ألوان برتقالية أو حمراء تُنتج بواسطة بكتيريا وفطريات، وتستخدم في منتجات مثل الزبدة، الجبن، والعصائر، الكلوروفيل وهو صباغ أخضر يُنتج من بعض البكتيريا ويستخدم في تلوين العصائر والأطعمة الصحية، الربيديوم صباغ أحمر يُنتج من بكتيريا ويُستخدم في تلوين اللحوم والعصائر، حيث توفر هذه الملونات الميكروبية بديلاً طبيعياً وآمناً للألوان الاصطناعية، مما يعزز سلامة وجودة المنتجات الغذائية بشكل عام.

وتبين الدراسة أن الأصباغ الميكروبية يمكن إنتاجها بكفاءة عالية وبتكاليف منخفضة، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا للمصنعين، حيث تؤكد الدراسة أيضًا على أهمية التحول من الألوان الاصطناعية إلى الطبيعية، نظراً للقلق المتزايد حول تأثير المركبات الكيميائية على الصحة العامة.

وبالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها الأصباغ الميكروبية، إلا أن هناك بعض التحديات في تطويرها، مثل استقرار الألوان وجودتها في المنتجات المختلفة، ولمواجهة هذه التحديات، تعتمد الدراسة على استخدام تقنيات متقدمة مثل هندسة التمثيل الغذائي وتكنولوجيا النانو لتحسين إنتاج الأصباغ الميكروبية وزيادة فعاليتها، وقد توصلت الدراسة إلى أن الأصباغ الميكروبية تمثل بديلاً واعدًا للألوان الاصطناعية في صناعة الأغذية، عن طريق توفر حلولًا طبيعية وآمنة للمنتجات الغذائية مع تقليل التكاليف، كما تشير إلى أن استخدام هذه الأصباغ يمكن أن يسهم في تحسين جودة المنتجات الغذائية وتعزيز الاستدامة في الصناعة.

المصدر/ https://www.frontiersin.org/journals/nutrition/articles/10.3389/fnut.2019.00007/full

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى