خصوصيتي ليست شأنك!

كتبت / نهى عبد السلام
من السلوكيات المزعجة التي يصادفها الكثير في حياته اليومية هو التطفل من قبل بعض الناس في حياته سواء كان في وسط الحياة العملية او العائلية او بين الأصدقاء بعضهم البعض، يجب ان يدرك كل انسان ان الخصوصية حق وليست اختيار، وان احترام الخصوصية دليل على إنك شخص راقي وغير مزعج للآخرين
حيث يوجد في كل مجتمع أشخاص لا يستطيعون مقاومة فضولهم تجاه الآخرين، فهم يتدخلون في كل شيء ويسألون عن أمور لا تعنيهم ويتجسسون على حياة غيرهم دون أن يدركوا مدى الإزعاج والضرر الذي يسببونه، فعدم احترام الخصوصية أصبح مشكلة منتشرة في حياتنا اليومية خاصة مع التطور التكنولوجي الذي جعل من السهل على أي شخص معرفة تفاصيل حياة الآخرين حتى دون إذنهم.
ولذلك يجب ان تسود ثقابة احترام خصوصية الآخرين، وقد حثنا الدين الإسلامي على ذلك ان (من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه)، وهذا يعني ان من حق كل فرد أن يعيش حياته بالطريقة التي يراها مناسبة دون تدخل أو تطفل من أحد، ولكن البعض لا يفهم هذا الحق فيتجاوزون حدودهم ويسألون أسئلة شخصية أو يطلعون على أشياء لا تخصهم مثل تفقد هاتف شخص آخر أو محاولة معرفة تفاصيل علاقاته وأموره الخاصة كما أن البعض يقوم بنشر أخبار عن الآخرين أو مشاركة صورهم دون إذن مما قد يسبب لهم الإحراج أو الضرر.
هناك أسباب كثيرة لانتشار هذه العادة منها غياب الوعي وعدم إدراك أن هذه التصرفات غير أخلاقية، وكذلك التربية التي قد تعزز الفضول بدلاً من احترام الخصوصية كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في المشكلة لأنها جعلت الناس يشعرون بأن حياتهم يجب أن تكون مكشوفة للجميع ومع الوقت أصبح من الطبيعي أن يسأل البعض عن تفاصيل شخصية للغاية دون أن يشعروا أن هذا قد يكون غير لائق أو مزعج
وغالبا ما يسبب هذا السلوك آثارًا سلبية كثيرة مثل تفكك العلاقات بسبب التدخل المزعج وفقدان الثقة بين الأصدقاء والعائلات وانتشار الحقد والكراهية بالإضافة إلى الأثر النفسي الذي قد يتسبب في قلق وتوتر دائم لدى الأشخاص الذين يتعرضون لهذه السلوكيات
ولكي تترسخ ثقافة احترام الخصوصية لابد من الوعي المستمر وكل شخص يجد فيه نفسه هذا السلوك يجب ان يحسن من نفسه لأنه كما يريد ان يحترم الاخرين خصوصيته لابد ان يحترم خصوصية الاخرين أيضا، فيجب علينا جميعا أن نحترم المساحة الشخصية لكل فرد وألا نسأل عن أمور لا تعنينا وألا ننشر معلومات أو صور تخص الآخرين دون إذنهم كما يجب أن نركز على تطوير أنفسنا بدلاً من إضاعة الوقت في مراقبة الآخرين ومن الضروري أيضًا أن يكون هناك توعية مستمرة بأهمية احترام الخصوصية عبر الإعلام والمدارس وحتى القوانين التي تردع من يتعدى على هذا الحق
في النهاية احترام خصوصية الآخرين ليس مجرد سلوك جيد بل دليل على الرقي والتحضر، والمجتمع الواعي هو الذي يفهم أن حياتك تخصك وحياتي تخصني.