حوارك مع شريك حياتك يعكس نضجك العاطفي
إدارة الضغوط معًا: مفتاح نجاح العلاقة الزوجية

كتب/ احمد كدواني
شهدت المجتمعات تغيرات سريعة في القيم والعادات أثرت بشكل مباشر على مؤسسة الزواج، فأصبح تأخير سن الزواج أمرًا شائعًا بسبب الضغوط الاقتصادية والسعي نحو تحقيق الاستقرار المهني، كما ارتفعت معدلات الطلاق نتيجة تغير توقعات الأزواج عن الحياة الأسرية ومع دخول المرأة إلى سوق العمل تطورت الأدوار داخل الأسرة بشكل غير مسبوق.
كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لاعبًا رئيسيًا في تشكيل العلاقات العاطفية فبينما ساهمت في تسهيل التواصل بين الأزواج، إلا أنها أحيانًا تتسبب في خلق مشكلات تتعلق بالخصوصية والتوقعات غير الواقعية، وأيضا التحديات الاقتصادية دفعت الكثيرين إلى إعادة النظر في قرار الزواج، سواء بسبب الخوف من خوض تجارب غير ناجحة مشابهة لما مر به الآخرون، أو نتيجة لارتفاع تكاليف المعيشة التي أصبحت عائقًا رئيسيًا يؤخر هذه الخطوة أو يمنع البعض من الإقدام عليها تمامًا.
في ظل هذه التحولات يواجه الأزواج تحديات تؤثر على استقرار العلاقة، مثل التوتر الناتج عن الضغوط الحياتية وانخفاض جودة التواصل بين الزوجين، مما قد يؤدي إلى تراجع الرضا عن الحياة الزوجية أو حتى الانفصال، لكن يمكن مواجهة هذه التحديات عبر تعزيز الحوار الصريح بين الزوجين والتعاون في حل المشكلات الحياتية بدلًا من جعلها مصدر خلاف، كما أن إدارة الضغوط بشكل مشترك وتحديد الأولويات العائلية يسهم في بناء زواج متين ومستقر.
ولا يمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير شكل العلاقات، لذلك من الضروري استخدامها بوعي لتجنب التأثيرات السلبية التي قد تؤدي إلى مشكلات زوجية لا داعي لها، كما أن تخصيص وقت للحياة الزوجية بعيدًا عن الضغوط اليومية يحافظ على دفء العلاقة ويمنحها طابعًا أكثر استقرارًا وفي حال تعقيد المشكلات يمكن اللجوء إلى الاستشارات المتخصصة لضمان حل النزاعات بطرق صحية.
التغيرات الاجتماعية أمر لا مفر منه لكن مفتاح النجاح في الحياة الزوجية يكمن في فهم هذه التغيرات والتعامل معها بمرونة ووعي مع الحفاظ على القيم الأساسية التي تضمن استقرار الأسرة فالتوازن بين متطلبات العصر والالتزام الأسري هو السبيل لحياة زوجية ناجحة وسعيدة.