سلوكك .. عنوان شخصيتك

حدود الجسد والوعي الذاتي: رسائل أساسية للأطفال لتجنب مخاطر التحرش والاستغلال

كتبت / نهى عبد السلام

يعتبر الحفاظ على النفس من أهم القضايا التي يجب أن يتعلمها الأطفال منذ الصغر، فيجب ان تبدأ التربية بتوعية الأبناء بحماية أنفسهم من المخاطر التي قد تواجههم من الغرباء وحتى الأقرباء، والحذر من أي مواقف قد تكون غير مريحة او مألوفة لهم، ويتطلب هذا الوعي تعاونًا وثيقًا بين الوالدين وأطفالهم لضمان بيئة آمنة ومستقرة، ويتطلب ذلك من الوالدين أن يكونوا منفتحين مع أطفالهم وأن يناقشوا معهم المواضيع الحساسة مثل التحرش والاستغلال بطريقة مبسطة ومناسبة لأعمارهم، وأهمية حفاظهم على انفسهم واجسادهم، ويمكن الاستعانة بالقصص والأمثلة العملية لتوضيح الفكرة.

ومن الضروري أن يعرف الطفل أن جسده ملك له، وأنه ليس من حق أحد أن يلمسه دون إذنه، حتى لو كان شخصًا مقربًا، وترسخ في عقل الطفل أنه يملك الحق في قول “لا” لأي شيء يجعله يشعر بعدم الارتياح، حتى إذا كان ذلك الطلب من شخص يعرفه.

لابد من تعليم الأطفال أن الغريب هو أي شخص لا يعرفونه جيدًا حتى لو قام برؤيته أكثر من مرة سواء كان بالمدرسة او النادي او الأماكن التي يتردد بها كثيرا مثال العمال او البائعين فالجميع غرباء، ويجب أن لا يذهبوا معه في أي مكان بمفردهم ولا يقبلوا منه أي شيء سواء كانت حلويات أو هدايا، وأيضا عدم الركوب مع أي شخص غير مألوف مهما كانت الظروف.

كما يجب تعلم الطفل بكيفية التصرف في المواقف الحرجة إذا شعر فيها بالخطر، فيجب أن يصرخ بصوت عالٍ لجذب الانتباه، ويُفضل أن يتعلم الطفل كيفية طلب المساعدة من البالغين الموثوقين، مثل أفراد الشرطة أو المعلمين.

ولم يكن استغلال الأطفال في الأماكن العامة فقط بل أصبح أيضا من خلال الانترنت، فهو أيضا اصبح يشكل خطرا كبيرا على الأطفال، ولذلك يجب ان يهتم به الإباء والامهات من خلال تحذير أبنائهم من عدم مشاركة الصور أو المعلومات الشخصية مع أي شخص عبر الإنترنت، ولكن بأسلوب يقتنع به، وضرورة وتوعيته بمدى خطورة هذا عليه حتي يكون هذا راسخا في عقله ويكون حذر حتى لا يكون فريسة لهؤلاء المجرمين، ولابد من التنبيه على الطفل بضرورة الإبلاغ للوالدين إذا شعر بأي تصرف مريب من شخص عبر الإنترنت.

ونظرا للظروف التي طرأت على المجتمع من جرائم غريبة قد تحدث من الاقرباء، ويتواجد اشخاص غير اسوياء في نسيج المجتمع، فكان من الأهمية أن يتم توعية الأطفال بأن الخطر قد يأتي أحيانًا من الأشخاص الذين يعرفونهم، وعلى الرغم من صعوبة الحديث في هذا الموضوع، ولكن لابد منه لحماية الأطفال من أي مخاطر قد يتعرضوا لها، وتوضيح السلوكيات غير المقبولة، مثل طلب السرية وعدم اخبار الوالدين، أو اللمس غير المناسب، واهم شيء اثناء قيام أولياء الأمور بالتوعية أن يشعر الطفل بالراحة للحديث عن أي موقف غريب يحدث له.

إن توعية الأطفال وحمايتهم من التحرش والاستغلال هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، فالتوعية والتواصل المستمر هما البداية الحقيقية لتنشئة جيل واعٍ وقادر على حماية نفسه، ولذلك من الأهمية على الوالدين ان يهتموا بتوعية أطفالهم بشكل مستمر لضمان سلامة أطفالهم واستقرارهم النفسي وحمايتهم من أي مخاطر خارجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى