كتبت /فاتن أبوكريشه
تشهد الصين حاليًا تفشيًا لفيروس رئوي جديد يُعرف بـ “الميتانيموفيروس البشري” (HMPV)، مما أثار قلقًا متزايدًا على الصعيدين المحلي والعالمي، على الرغم من أن هذا الفيروس ليس جديدًا على الساحة الطبية، إلا أن ارتفاع حالات الإصابة به مؤخرًا، خاصة بين الأطفال، لفت الانتباه إلى مخاطره المحتملة وتأثيراته على الصحة العامة.
ما هو فيروس HMPV؟
فيروس الميتانيموفيروس البشري (HMPV) هو فيروس تنفسي يتسبب في ظهور أعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، مثل السعال، الحمى، احتقان الأنف، والتعب. عادةً ما تكون العدوى خفيفة، لكنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي لدى الفئات الأكثر عرضة، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وأفادت السلطات الصحية في الصين بزيادة ملحوظة في عدد الإصابات، حيث سُجلت معظم الحالات بين الأطفال دون سن 14 عامًا، الذين يشكلون أكثر من 60% من المصابين الجدد.
كما أظهرت البيانات أن معدل الإصابات بفيروس HMPV ارتفع بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، خاصة في المناطق الشمالية من الصين.
حيث أكد الدكتور “لي تشينغ”، أخصائي الأمراض التنفسية، أن فيروس HMPV ليس جديدًا، لكنه اكتسب اهتمامًا واسعًا في الفترة الأخيرة بسبب زيادة الحالات المسجلة. وقال: “الفيروس لا يُشكّل تهديدًا كبيرًا على معظم الفئات، ولكنه قد يكون خطيرًا في بعض الحالات، مما يستدعي تعزيز الوعي بشأنه”.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة “سارة وو”، الباحثة في علم الفيروسات، إلى أن القلق المجتمعي من الفيروس مشروع، لكن يجب تجنب الذعر. وأضافت: “لا يوجد حاليًا لقاح أو علاج مضاد للفيروسات مخصص لـ HMPV، لذلك تعتمد الوقاية على تدابير مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاختلاط بالمصابين”.
التأثيرات المجتمعية للفيرس
1. النواحي الصحية: ارتفع الضغط على المستشفيات والعيادات في المناطق المتضررة، حيث توجه العديد من المواطنين لإجراء الفحوصات الطبية بسبب ظهور أعراض مشابهة.
2. النواحي النفسية: أثار انتشار الفيروس حالة من القلق بين الأسر، خاصة مع الأطفال، مما أدى إلى زيادة الحذر في التجمعات العامة.
3. النواحي الاقتصادية: تأثرت الأنشطة الاقتصادية والسياحية في بعض المناطق المتضررة بسبب المخاوف من العدوى.
وأشارت التوصيات إلي تعزيز حملات التوعية العامة لتوضيح طبيعة الفيروس وطرق الوقاية منه،وزيادة الجهود البحثية لتطوير لقاح أو علاج مضاد للفيروس ،وتشجيع الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامات وغسل اليدين بانتظام.
وبالرغم من أن فيروس HMPV ليس خطرًا على معظم الفئات العمرية، إلا أن انتشاره السريع يتطلب اتخاذ تدابير وقائية لتقليل تأثيره على الصحة العامة والمجتمع. وبينما تواصل السلطات الصحية مراقبة الوضع، يبقى التوعية ونشر المعلومات الصحيحة السبيل الأمثل لمواجهة هذا التحدي.