شهدت مدينة شرم الشيخ انعقاد مؤتمر السلام الدولي الذي خُصص لبحث سبل وقف الحرب في غزة، وسط حضور واسع لقادة ومسؤولين من أكثر من عشرين دولة، بمشاركة الولايات المتحدة، وبدور محوري لمصر التي استضافت القمة وأدارت جلساتها. وقد شكل المؤتمر محور اهتمام الصحف العالمية التي تناولته بتغطيات وتحليلات تراوحت بين التفاؤل والحذر.
فقد أبرزت Daily News Egypt الدور المصري البارز في قيادة الجهود الدبلوماسية، مؤكدة أن القاهرة واصلت تحمل العبء الأكبر في إدارة الوساطة وفتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة، في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً.
ومن جانبها وصفت صحيفة The Guardian البريطانية، المؤتمر بأنه لحظة راحة حقيقية بعد أشهر من القتال، مشيدة بالجهود الدبلوماسية التي أفضت إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. لكنها حذّرت في الوقت نفسه من أن وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإحلال سلام دائم تبدو أقرب إلى الخطاب السياسي منها إلى خطة قابلة للتطبيق، معتبرة أن جذور الأزمة في غزة ما زالت دون معالجة حقيقية.
أما صحيفة Le Monde الفرنسية فرأت أن مخرجات المؤتمر غامضة في تفاصيلها، مشيرة إلى أن خطة ترامب التي طُرحت خلال الجلسات تفتقر إلى وضوح بشأن دور الفلسطينيين وضمانات تنفيذ الاتفاق. وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن “حكومة تقنية في غزة” ونزع سلاح الفصائل لم يقترن بخطة تنفيذية واضحة، مما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام الدولي.
في المقابل، ركزت وكالة أسوشيتد برس (AP) ووسائل الإعلام الأمريكية على الزخم الدبلوماسي الذي صاحب القمة، مشيرة إلى أن توقيع وثيقة دعم دولي لوقف النار يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء النزاع.
واتفقت غالبية الصحف الأوروبية والأمريكية على أن المؤتمر مثّل “نافذة أمل إنسانية” لسكان غزة بعد سلسلة من الكوارث، لكنه في الوقت ذاته كشف عن تفاؤل حذر في ظل غياب الضمانات والتفاصيل التنفيذية. ورغم التباين في تقييم النتائج، أجمعت التغطيات على أن مؤتمر شرم الشيخ أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي، ووضع مسؤولية ثقيلة على المجتمع الدولي لضمان أن يتحول هذا الاتفاق من هدنة مؤقتة إلى مسار سلام مستدام.
كما أبرزت الصحف العالمية عدداً من نقاط القوة في مؤتمر شرم الشيخ، من بينها إشارات الأمل الإنسانية التي تمثلت في إطلاق الرهائن والتوصل إلى تسوية أولية، وهو ما اعتُبر اختراقاً مهماً في سياق الأزمة المعقدة وفرصة لتخفيف معاناة سكان غزة. كما أشادت بالتوافق الدولي الواسع الذي عكسه الحضور الكبير من مختلف دول العالم، معتبرة أن هذا الإجماع يؤكد أن القضية الفلسطينية تجاوزت الإطار الإقليمي لتحظى باهتمام عالمي متجدد. وأكدت التغطيات أيضاً أن الدور المصري عزز من شرعية المؤتمر كمنصة قادرة على جمع أطراف فاعلة ومؤثرة في المنطقة.
وفي المقابل، تناولت الصحف عدداً من التحديات والتحفظات التي قد تواجه تطبيق مخرجات المؤتمر، أبرزها ضبابية التفاصيل المتعلقة بآليات الحكم والأمن ونزع السلاح وإعادة الإعمار، إذ وُصفت الخطط بأنها غير مكتملة وتحتاج إلى مزيد من الوضوح لضمان استدامتها. كما حذرت التحليلات من خطر عودة الصراع في حال لم تُعالج جذور الأزمة، بما في ذلك قضايا الحقوق والاحتلال والدور الفلسطيني في مستقبل القطاع، معتبرة أن استمرار الغموض في هذه الملفات قد يجعل الهدنة الحالية مؤقتة لا أكثر.
المصادر The Guardian، Le Monde، AP News، Reuters، Daily News Egypt.