قد اهتم الإسلام بالمحافظة على الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والمال والنسل والعقل، ولا شك أن الصحة البدنية والنفسية تدخلان ضمن هذه الضروريات ولو بوجه من الوجوه، هذا بصفة عامة، وفي الشرع من القواعد الكلية العامة ما يؤكد ذلك ويدعو إليه، ومن أهم هذه القواعد:
1- لا ضرر ولا ضرار.
2- الضرورات تبيح المحظورات.
وأساس ذلك ما ورد في الكتاب والسنة من الآيات الدالة على وجوب تجنب الضرر والحرص على ما يقيم البدن ويحافظ عليه، كقوله تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195}، وقوله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29}، ومن القواعد المتفرعة على ما ذكرنا (كل ما ثبت ضرره ثبت تحريمه) وهذا منتهى الحرص من الشرع في المحافظة على صحة الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس أجل أن يحزنه. متفق عليه، من المحافظة على صحة النفس من الكراهية والبغضاء والحزن ما هو معلوم، وقد علله النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.