انجازات

السيسي يطلق مشروع 13.5 مليون فدان.. والقمح في صدارة محاصيل الأمن الغذائي حتى 2027

صوامع، ثلاجات، مصانع أعلاف.. بنية متكاملة لحماية الغذاء وتطوير الزراعة

في خطوة جديدة نحو ترسيخ استراتيجية الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، افتتاح المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية”، إحدى أبرز المشروعات القومية التي تمثل نقلة نوعية في مجال التصنيع الزراعي والتكامل الاقتصادي، كما تابع فعاليات موسم الحصاد الزراعي من محور الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (المعروف سابقًا بمحور الضبعة).

افتُتح الحفل بعرض فيلم تسجيلي حمل عنوان “مستقبل مصر: القدرة والتنمية”، سلط الضوء على المراحل المتقدمة التي بلغها المشروع، والذي يأتي ضمن جهود الدولة لتوسيع الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال استصلاح ما يقرب من 4.5 مليون فدان، منها 800 ألف فدان من المقرر إضافتها حتى سبتمبر 2025. ومن المتوقع أن تصل إجمالي الأراضي الزراعية في مصر إلى 13.5 مليون فدان بحلول عام 2027، وهو ما يعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات الغذائية وخفض فاتورة الاستيراد التي تصل إلى نحو 20 مليار دولار سنويًا.

من جانبه، ألقى العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز “مستقبل مصر للتنمية المستدامة”، كلمة استعرض خلالها أبرز الأنشطة والمشروعات التي يشرف عليها الجهاز، موضحًا أن مدينة “مستقبل مصر الصناعية” صممت لتكون مركزًا رائدًا في التصنيع الزراعي، وتشمل مجموعة من المصانع المتخصصة أبرزها مصنع المجففات، ومصنع الأعلاف، بالإضافة إلى مجمع للثلاجات وصوامع لتخزين الغلال، بما يسهم في رفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وتسهيل عمليات التصدير.

وأكد الغنام أن الجهاز لا يقتصر في أنشطته على المجال الزراعي فقط، بل يمتد إلى قطاعات متنوعة مثل الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، فضلًا عن أنشطة التعدين واستغلال الموارد المحجرية. وفي إطار سياسة الدولة لتمكين القطاع الخاص، أعلن الغنام عن نية الجهاز لطرح 30% من أسهم الشركات التابعة له في البورصة المصرية، بهدف توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية وتعظيم الاستفادة من العوائد التنموية.

وأشار إلى أن حجم أعمال الشركات التابعة للجهاز في مجالات مثل النقل، توزيع الكهرباء، الميكنة الزراعية، البتروكيماويات، مقاولات حفر الآبار، والسلع الوسيطة، يبلغ حوالي 100 مليار جنيه سنويًا، وهو ما يعكس قوة الجهاز ككيان اقتصادي متكامل يسهم في دفع عجلة النمو.

وتخللت الفعاليات مشاركة الرئيس السيسي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في افتتاح موسم الحصاد بعدد من القطاعات الزراعية المنتشرة في ربوع الجمهورية، شملت حصاد القمح في شرق العوينات، وحصاد بنجر السكر في قطاع الجنوب (أسوان)، وكذلك في قطاع السادات. كما افتتح الرئيس عبر الفيديو مقر جهاز “مستقبل مصر للتنمية المستدامة” في منطقة ألماظة.

وشهد الحفل كلمة للدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، تناول خلالها جهود الوزارة في تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الأساسية، خاصة القمح، مشيرًا إلى السياسات الحكومية لتحفيز المزارعين عبر زيادة أسعار التوريد والتوسع في السعات التخزينية. كما لفت إلى زيادة عدد الأسواق والمعارض ومنافذ البيع لتلبية احتياجات نحو 70 مليون مواطن، إلى جانب الاستعدادات لموسم الأعياد.

كما ألقى اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، كلمة استعرض فيها خطط تطوير البنية التحتية بالمحافظة، ونتائج تنفيذ مبادرة “حياة كريمة”، وتطورات مشروع صناعة التمور، وتوسيع الرقعة الزراعية أفقياً، إضافة إلى تنفيذ مشروع توصيل الغاز الطبيعي، وإنشاء جامعة الوادي الجديد، ومجمع المصالح الحكومية الذكية، الذي تم افتتاحه من قبل السيد الرئيس عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وقد تم عرض فيلم تسجيلي عن المحافظة ضمن فقرات الحفل.

وعقب انتهاء مراسم الافتتاح، قام الرئيس السيسي بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا بافتتاح المرحلة الأولى من المدينة الصناعية، ثم قام بجولة تفقدية شملت مجمع الثلاجات، ومصنع الأعلاف، ومصنع المجففات، وصولًا إلى منطقة الصوامع.

وفي طريقه إلى “مزرعة الخير” لمتابعة حصاد القمح، تفقد الرئيس جوًا معالم المشروع الضخم لمدينة “مستقبل مصر”، واطلع ميدانيًا على سير العمل. كما استمع إلى شرح مفصل من العقيد الدكتور بهاء الغنام حول المزرعة ومنتجاتها ومشروعاتها المستقبلية، ثم توجه إلى مقر الإدارة المركزية للجهاز، حيث التُقطت له صورة تذكارية مع كبار المسؤولين والعاملين.

يمثل افتتاح المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية” خطوة محورية في استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وتكريس مفهوم التكامل الاقتصادي بين الإنتاج الزراعي والتصنيع والتوزيع. ويعكس هذا المشروع الطموح رؤية مصر الجديدة في الاعتماد على الذات، وتعظيم مواردها الطبيعية، وتحويل التحديات إلى فرص واعدة، تقود البلاد نحو مستقبل أكثر استقرارًا ونماءً.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى