التفضيل الاسري: كيف يؤثر على الأطفال ويعمق التوتر بين الأشقاء؟
كشفت دراسة حديثة شملت نحو 19 ألف شخص، ونشرتها جمعية علم النفس الأمريكية، أن تفضيلات الآباء تجاه أطفالهم تتأثر بعوامل مثل ترتيب الولادة، المزاج، والجنس. وأوضحت الدراسة أن البنات، والأطفال الأكثر مسؤولية وتنظيمًا وتقبلاً، يحظون بمعاملة أفضل، فيما يتمتع الأشقاء الأكبر سنًا بقدر أكبر من الاستقلالية بفضل نضجهم.
وبسبب ذلك يعاني الأطفال الأقل تفضيلًا من مشكلات نفسية، وصعوبة في تنظيم عواطفهم، وعلاقات أسرية متوترة، بينما يتميز الأطفال المفضلون بدرجات أعلى في الدراسة، وعلاقات مستقرة، وقدرة أكبر على التحكم العاطفي، إلا أنهم قد يواجهون ضغطًا نفسيًا للارتقاء إلى توقعات والديهم، مما يزيد من احتمالية شعورهم بالذنب والاكتئاب.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال يدركون المحاباة الوالدية منذ سن مبكرة، مما يعمّق التوتر بين الأشقاء، خاصة إذا كانوا متقاربين في العمر، وأشارت جوديث دن، أستاذة علم النفس التنموي، إلى أن اختلاف معاملة الوالدين يؤدي إلى صراعات تدوم طويلًا، حيث يعرف الأطفال كيفية إيذاء أو تخفيف آلام أشقائهم بشكل متعمد، وهو ما أشار اليه ماركو بيرتيلي، أحد المشاركين في استطلاع مرتبط بالدراسة، روى كيف أثرت مقارنة والديه بينه وبين أشقائه على علاقته بهم، ورغم نجاحه الأكاديمي والمهني، نشأ استياء كبير من أشقائه، مما أدى إلى قطيعة طويلة.
ولذلك يشدد الخبراء على أهمية مراجعة السلوكيات الوالدية لضمان شعور كل طفل بالحب والدعم، وأكد الباحث ألكسندر جنسن أن الإنصاف لا يعني المساواة المطلقة، بل فهم احتياجات الأبناء المختلفة والتعامل معها بحكمة لتجنب التوترات التي قد تؤثر على الأسرة بأكملها.
وينصح الخبراء بالتوازن في المعاملة لأنه المفتاح لعائلة متماسكة، حيث يشعر كل طفل بالتقدير، مما يعزز الروابط العائلية ويحد من الصراعات بين الأشقاء.