إنستغرام في مأزق.. محتوى الدارك ويب يغزو الريلز!

في واقعة أثارت ضجة واسعة، فوجئ مستخدمو تطبيق “إنستغرام” بظهور محتوى غير لائق من الإنترنت المظلم (“دارك ويب”) في قسم “الريلز”، مما أثار غضب و مخاوف المستخدمين  بشأن مدى أمان المنصة وكفاءة أنظمتها في تصفية المحتوى، ويشكل هذا الحادث إنذارًا خطيرًا حول المخاطر المحتملة لخوارزميات التوصية الآلية، الأمر الذي يعزز الحاجة إلى دور أكبر للرقابة البشرية وتطوير أنظمة أكثر أمانًا لمنع وصول المحتويات الضارة للمستخدمين، ورغم إعلان “ميتا” عن حل المشكلة، إلا أن الحادثة تركت العديد من التساؤلات حول مستقبل أمن منصات التواصل الاجتماعي ومدى قدرتها على حماية المستخدمين من التهديدات الرقمية المتزايدة.

وأوضحت شركة “ميتا”، المالكة لإنستغرام، أن المشكلة ناتجة عن خلل تقني في خوارزميات التوصية، أدى إلى انتشار محتوى غير مناسب، تضمن مشاهد عنيفة وغير أخلاقية، لم يكن من المفترض أن تظهر للمستخدمين. وهو ما أكدته الشركة في بيان رسمي قائله “نحن نعمل على إصلاح الخطأ الذي تسبب في ظهور محتوى غير ملائم في الريلز، وقد تمت معالجة المشكلة سريعًا، نعتذر للمستخدمين المتأثرين، ونؤكد التزامنا بضمان تجربة آمنة للجميع.”

لكن “ميتا” لم تكشف عن تفاصيل دقيقة حول الأسباب التقنية التي أدت إلى هذه المشكلة، حيث تعتمد “ميتا” بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإشراف على المحتوى، خاصة بعد تقليل الاعتماد على المراجعين البشريين، وهو ما قد يكون أحد العوامل التي ساهمت في هذا الخلل غير المسبوق.

ويعد الإنترنت المظلم (Dark Web) جزءًا خفيًا من الشبكة العنكبوتية، تُستخدم فيه تقنيات متخصصة مثل متصفح Tor للوصول إلى محتويات غير مرئية لمحركات البحث التقليدية، وعادةً ما يُستغل في أنشطة غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات، الاحتيال الإلكتروني، وتسريب البيانات المسروقة، مما يجعله بيئة محفوفة بالمخاطر لعامة المستخدمين.

لكن وصول مثل هذا المحتوى إلى منصة شهيرة مثل “إنستغرام” يثير تساؤلات خطيرة حول مدى قدرة الشركات الكبرى على التحكم في تدفق المعلومات، خاصة مع التحديات المتزايدة في مجال الأمن السيبراني، وانتشار تقنيات التلاعب الرقمي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تجعل كشف المحتوى الضار أكثر تعقيدًا.

والسؤال الذي يطرح نفسه ما مدى كفاءة هذه الحلول، وهل ستتمكن “ميتا” بالفعل من حماية مستخدميها من تهديدات مماثلة في المستقبل؟