“إنجاز صناعي غير مسبوق في عهد السيسي يوفر مليار دولار سنويًا”
إنتاج مكورات الحديد وقضبان السكك ركيزة جديدة يدعم الاقتصاد الوطني ويحقق الاكتفاء الذاتي

في خطوة جديدة على طريق تعزيز الصناعات الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة صباح اليوم افتتاح مصنعين جديدين تابعين لشركة السويس للصلب لإنتاج مكورات الحديد وقضبان السكك الحديدية إلى جانب أكثر من 740 منتجًا متنوعًا من الحديد والصلب بأوزان تصل إلى أكثر من ألف كيلوجرام للمنتج الواحد وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد ويوفر للدولة ما يزيد عن مليار دولار سنويًا.
ان المصنعان يمثلان طفرة حقيقية في مجال الصناعات الثقيلة حيث سيساهمان في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات استراتيجية، في السابق كانت مصر تعتمد على استيرادها لسنوات طويلة
حيث يعتبر المصنع الأول لإنتاج مكورات الحديد الأول من نوعه في المنطقة، ويعتمد على تكنولوجيا حديثة تتيح له إنتاج نحو 5 ملايين طن سنويًا مع إمكانية التوسع لاحقًا إلى 15 مليون طن، ويوفر المصنع نحو 90 دولارًا عن كل طن يتم تصنيعه محليًا بدلاً من استيراده، وهو ما يعادل أكثر من 400 مليون دولار سنويًا ومن المتوقع أن يصل التوفير إلى 1.2 مليار دولار سنويًا عند اكتمال التوسعات.
أما المصنع الثاني فهو مخصص لإنتاج قضبان السكك الحديدية والقطاعات المعدنية الثقيلة ويعتبر فريدًا من نوعه من حيث التكنولوجيا والطاقة الإنتاجية، حيث يوفر منتجات كانت مصر تستورد منها أكثر من 350 ألف طن سنويًا بتكلفة تقدر بنحو 300 مليون دولار ومع دخول المصنع حيز التشغيل أصبح بالإمكان تصنيع هذه المنتجات محليًا وتصدير الفائض منها، مما يوفر 600 مليون دولار سنويًا والذي يضاعف من قدرات مصر الصناعية والتصديرية.
فالمشروع يمثل نقلة نوعية ليس فقط على المستوى الاقتصادي، وإنما أيضًا على مستوى البيئة والتكنولوجيا حيث تعتمد المصانع الجديدة على تكنولوجيا تحويل خام الحديد بالغاز الطبيعي بدلاً من الفحم، وهو ما يؤدي إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالطرق التقليدية، ويجري العمل مستقبلًا على استخدام الهيدروجين كمصدر طاقة في إطار التوجه نحو الاستدامة البيئية وتماشيا مع الجهود الدولية للحد من التغيرات المناخية0
كما تسهم هذه المصانع في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة مع تدريب وتأهيل العمالة المصرية على أعلى مستوى، بما يتوافق مع معايير الجودة العالمية، ويمتد مصنع القضبان الحديدية على مساحة طولية تصل إلى 1800 متر أي ما يقارب كيلومترين لتلبية متطلبات تصنيع القضبان والمنتجات الثقيلة ويحتوي على خط إنتاج متطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقادر على إنتاج 500 ألف طن سنويًا يتم تخصيص نصفها للسوق المحلية والنصف الآخر للتصدير.
ويستخدم المصنع أنظمة تقنية حديثة مثل البروفايل لمراقبة جودة المنتجات واكتشاف أي انحرافات في الأبعاد إلى جانب تقنيات المعالجة الهوائية لزيادة صلابة القضبان بدرجات حرارة تفوق الألف درجة مئوية، وهو ما يحسن الخصائص الميكانيكية للمنتج ويزيد من متانته مصنع مكورات الحديد أيضًا، كما يمثل إضافة كبيرة للصناعات الوطنية إذ يدعم صناعات التعبئة والتعزيز ويقلل الاعتماد على المكونات المستوردة
كما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال فتح أسواق جديدة خاصة في منطقة السويس التي تشهد نموًا كبيرًا في قطاع الصناعات الثقيلة، ان المشروع بكافة مكوناته يعكس رؤية الدولة في تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الفاتورة الاستيرادية وتوفير العملة الصعبة وتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي في قطاع الحديد والصلب من خلال تكنولوجيا متقدمة وخطط توسعية طموحة تؤسس لمستقبل صناعي واعد ومستدام