إلياس عليه السلام.. نبي التوحيد الذي واجه عناد بني إسرائيل

أرسل الله نبيه إلياس عليه السلام إلى بني إسرائيل بعد زمن النبي سليمان عليه السلام، عندما انحرفوا عن عبادة الله واتبعوا الوثنية بعبادة صنم يُسمى “بعل”. ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع قليلة، منها قوله تعالى: (وإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) الصافات
عاش إلياس في بلاد الشام، وتحديدًا في مدينة بعلبك بلبنان حاليًا، حيث دعا قومه إلى ترك عبادة الأصنام والتوحيد بالله، لكنهم رفضوا دعوته بعناد، فأنزل الله عليهم قحطًا شديدًا لسنوات، عاقبهم بالجفاف وانقطاع الزرع، لكنهم لم يتوبوا. وعندما اشتد عليهم البلاء، طلبوا من إلياس أن يدعو الله ليرفع عنهم العذاب، فاستجاب الله له، إلا أنهم عادوا إلى الكفر بمجرد زوال المحنة.
لم يذكر القرآن الكريم نهاية واضحة لقصة إلياس عليه السلام، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه رُفع إلى السماء، مثل النبي إدريس عليه السلام، بينما تفيد أخرى بأنه مات وفاة طبيعية. وهناك تفسيرات تربط بينه وبين النبي “إلياسع” المذكور في القرآن، إلا أن ذلك ليس مؤكدًا.
تؤكد قصة النبي إلياس أهمية التوحيد، والصبر في الدعوة إلى الله، وتجسد كيف أن بعض الأقوام يصرون على العناد رغم المعجزات، فيكون عقابهم العذاب في الدنيا والآخرة.