إدريس عليه السلام.. نبي العلم والحكمة ورفعة المقام

يعد إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا. ورفعناه مكانًا عليًا” (مريم: 56-57).
ويُعتقد أنه من أوائل الأنبياء بعد آدم وقبل نوح، في فترة امتدت لأكثر من عشرة قرون كان الناس فيها على التوحيد، حتى بدأت عبادة الأصنام تتسلل إليهم.
تعددت الروايات حول إنجازاته، فيُقال إنه أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب وارتداها، كما أنه أول من نظر في علم النجوم والحساب، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة وفق بعض الآثار.
عُرف بالحكمة والدعوة إلى الله، حيث دعا قومه لعبادته ونهاهم عن الظلم والفساد، لكن قلة منهم استجابت له.
ومن أبرز ما يُروى عنه أنه رُفع إلى السماء، وهو ما أشار إليه المفسرون استنادًا إلى الآية الكريمة، ويُقال إنه رفع إلى السماء الرابعة تكريمًا له وعلوًّا لشأنه عند الله.
تعكس قصة إدريس عليه السلام مكانة العلم والعمل في رفع الإنسان، كما تؤكد قيمة الصبر والثبات على المبادئ رغم العقبات، فكان نموذجًا فريدًا لاجتماع العلم والعبادة والاجتهاد في سبيل الله، ليظل اسمه شاهدًا على رفعة العلماء والصالحين.