Site icon وعي بلس

أيوب عليه السلام: ملحمة الصبر والانتصار على الابتلاء

يُنسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، ويُرجَّح أن بعثته كانت بين موسى ويوسف عليهما السلام. وقد وردت قصته في القرآن الكريم بإيجاز في سورتي الأنبياء وص.

كان أيوب عليه السلام من أصحاب الأموال الوفيرة والذرية الكثيرة، لكن الله ابتلاه في ماله وأهله وجسده، فصبر على ذلك صبرًا جميلًا، دون شكوى أو تذمر، حتى أصبح مثالًا يُضرب في الصبر والرضا.

ومع اشتداد الابتلاء، لم يفقد يقينه برحمة الله، فدعا ربه: “أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، فجاءه الفرج الإلهي، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله، فنبعت عين ماء باردة، فاغتسل منها فزال عنه المرض، ثم شرب منها فاستعاد صحته وقوته.

عانى أيوب عليه السلام من القطيعة، حيث تخلى عنه القريب والبعيد، ولم تبقَ إلى جانبه سوى زوجته الصالحة، التي تفانت في خدمته طيلة ثمانية عشر عامًا، حتى إنها باعت ضفائرها لتوفر له الطعام. ومع شفائه، أكرمه الله باستعادة أهله وزيادة عددهم، تعويضًا عن سنوات الصبر.

وقد جاء في الحديث النبوي أن الله أنزل على أيوب جرادًا من ذهب وهو يغتسل، فأخذ يجمعه، فقال الله له: “يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى؟”، فقال: “بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك”.

ومن رحمته بزوجته، التي كان قد أقسم أن يضربها بسبب موقف معين، أفتاه الله بحل رحيم، وهو أن يأخذ حزمة صغيرة من الأغصان ويضربها بها ضربة واحدة، حتى يبر بقسمه دون أن يؤذيها، ليكون هذا درسًا في الرحمة والوفاء.

قصة أيوب عليه السلام ليست مجرد رواية عن ابتلاء نبي، بل هي درس خالد في الثبات على الإيمان، واليقين بأن مع العسر يسرًا، وأن الصبر الحقيقي جزاؤه الفرج والنصر.

 

Exit mobile version